الصداقة...

القلم والممحاة
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..

قالت الممحاة:

-كيف حالكَ يا صديقي؟

-لستُ صديقكِ!

-لماذا؟

-لأنني أكرهكِ.

-ولمَ تكرهني؟

قال القلم:

-لأنكِ تمحين ما أكتب.

-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .

-وما شأنكِ أنتِ؟!

-أنا ممحاة، وهذا عملي .

-هذا ليس عملاً!

-عملي نافع، مثل عملكَ .

-أنتِ مخطئة ومغرورة .

-لماذا؟

-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو

قالت الممحاة:

-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:

-صدقْتِ يا عزيزتي!

-أما زلتَ تكرهني؟

-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي

-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .

قال القلم:

-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!

-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .

قال القلم محزوناً:

-وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!

قالت الممحاة تواسيه:

-لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.

قال القلم مسروراً:

-ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!

فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

الابيض...