الإنسان في الميزان
تبارك الله ذو الجلال و الجمال الخالق الحق الفالق أحسن الخالقين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، الرحمن الذي خلق الإنسان من طين ، و أرسل رسله بالحق المبين ، هداة مهديين للطريق اليقين ، سبحانه و ما أعظم شأنه الحكيم أحكم الحاكمين ... يحتل الانسان المرتبة الاولى في ميزان المهيمن المنان ، فكل ما يوجد حوله في عالم الشهادة و كل ما هو محجوب عنه في عالم الغيب ، شيء بسيط للغاية إذا ما قورن بما هو في جوهره و خلقه و في أغواره و أعماقه ، لأن السموات و الأرض خلقن لأجله و من أجل خدمته ، تكريما لمكانته و قيمته ... نعم ! الإنسان كون في كيانه و كينونته ، تركيبته عميقة و دقيقة ، أجزاء متفرقة لكنها تعمل في تناسق و توافق و بكل دقة ، انها الحقيقة الشيقة التي تجعل القلوب مشرقة ، فمقام أن تكون خليفة و وليا لله في الأرض خير من ان تملك الأرض طولا و عرض ، فليس الشخص باسمه و نسبه ، و ليس بلونه او عرقه ، و ليس بماله و جاهه ، بل هو ارقى بكثير من ذلك كله ، إنه الكائن الوحيد الذي يجيد التعبير و التفسير ، و المسؤول على التغيير و التطوير بمشيئة القدير الخبير ، فقد أك